8 استراتيجيات فعالة لتنظيم و ربح الوقت في الفصل الدراسي
تعد مسألة تنظيم و ربح الوقت من أكثر القضايا التي تشغل بال المدرسين، فأمام كثرة المهام التي يضطلع بها المدرس و تشعبها، و كثرة المواد و الحصص الدراسية، وتأثير الظروف الشخصية.. نجد قلة من المدرسين يتقنون فن تنظيم الوقت، و إعطاء كل مهمة ما تستحقه، دون أن يكون ذلك على حساب الحياة الشخصية للمدرس.
إن تنظيم الوقت، هو المفتاح الأساس للتدريس الناجح، فكلما تحكم المدرس في الزمن المدرسي، كلما توفرت الفرصة للطلاب ليتعلموا كل حسب وتيرته الخاصة، فالفصل الدراسي ليس كلا منسجما بل جماعة من المتعلمين المختلفين في الذكاءات و المؤهلات و وتيرة التعلم.
لا ينعكس تنظيم الوقت إيجابا على المتعلمين فحسب، بل على المدرس نفسه، حيث أن أداء المهام في وقتها المحدد، و التحكم في الزمن المدرسي سيمكن المدرس من العمل بأريحية، بعيدا عن الإرهاق و التوتر، و سيمكنه من تخصيص المزيد من الوقت لحياته الشخصية و التنمية المهنية.
في هذا المقال، سنقترح عليكم ثمان استراتيجيات ناجعة للمساعدة على التحكم في الوقت داخل الفصول الدراسية، استراتيجيات رغم أنها بسيطة و غير مكلفة، إلا أنها كفيلة بتجاوز الكثير من العراقيل التي يعاني منها المدرسون في الفصول الدراسية، خصوصا المبتدئين منهم.
1.الاستعانة بالتكنولوجيا
يمكن للتكنولوجيا، إذا استخدمت بشكل صحيح، أن تسهل مهام المدرس، و تعينه على ربح الوقت عن طريق تنظيم المهام، فبرامج إدارة التعلم مثل Moodle و Edomodo و Blackboard و غيرها، تعمل على تبسيط المهام من خلال السماح للمدرس بتحديد عمل الطالب وإرساله ومناقشته وتصنيفه عبر الإنترنت، و غيرها من الأعمال التي تساعد على تخفيف العبء على المدرس.
2. الفصل المعكوس
يعد الفصل المعكوس أو المقلوب استراتيجية فعالة لربح الوقت، و استغلاله في التعليم الفارقي، فعبر تخصيص حصص الفصل الدراسي لفهم و استثمار الدروس التي كلف المتعلمون قبل ذلك بمراجعتها في المنزل، يتمكن المدرس من تجاوز عائق الوقت، و يمكن المتعلمين من فهم الدرس كل حسب وتيرته الخاصة.
3. التعاون مع المدرسين الآخرين عبر الإنترنت
يمكن للمدرسين الاستفادة من شبكة التعلم الشخصية PLN الخاصة بهم، و ذلك لتبادل التجارب، و المساعدة في حل المشاكل و العراقيل التي تعترضهم، مما يساعد على ربح الوقت، و من تم تخصيصه لأغراض شخصية أو مهنية.
4. تنظيم سطح المكتب
لا يتعلق الأمر بسطح المكتب الحقيقي، بل بسطح المكتب الافتراضي، فوفقا لدراسة أجرتها مؤسسة Brother International ، يقضي أكثر من نصف من شملتهم الدراسة 30 دقيقة في الأسبوع في البحث عن أشياء لا يمكنهم العثور عليها على أجهزة الكمبيوتر، لذلك سيكون من المفيد تنظيم الكمبيوتر بشكل دوري، و إزالة كل الملفات المهملة و التي لم تعد ذات أهمية، و تصنيف الملفات الأخرى في مجلدات تحمل أسماء واضحة، لتسهيل عملية البحث و الوصول إليها.
5. تنظيم الفصل الدراسي
أفادت دراسة أنجزت سنة 2004 بعنوان “التدريس المتقطع” “Teaching Interrupted” أن 75٪ من المدرسين يشعرون أنهم يضيعون الوقت بسبب شغب الطلاب. لكن ما لا يعلمه معظم المدرسين هو أن الفصل الدراسي المنظم و الذي يشكل بيئة تعليمية جاذبة، يمكن أن يساعد في تحفيز المتعلمين على الإقبال على التعلم، و يحد من تم من الشغب و العدوانية و السلوكات التخريبية التي تهدر الكثير من الزمن المدرسي.
6. تنظيم سطح مكتب الفصل
لا شك أن ترك الأشياء تتراكم على سطح المكتب دون تنظيم، هو من أهم أسباب هدر الوقت، لذلك ينصح باستخدام نظام صندوق الوارد / صندوق الصادر لتصنيف المراسلات و الوثائق اليومية التي تتواجد على سطح المكتب، كما ينصح أيضا باستخدام بعض الرفوف المرقمة لتنظيم أكوام الأوراق التي يعج بها سطح المكتب، و الأهم من ذلك كله، هو بذل القليل من الجهد لتصنيف أية وثيقة بمجرد تسلمها، لتجنب التعامل مع أكوام من الأوراق المتراكمة، و التي ستتطلب حتما الكثير من الوقت و الجهد.
7. أتمتة و تجميع المهام المتكررة
العديد من المهام التي تدخل في صميم عمل المدرس تتكرر عاما بعد عام، لذلك و لربح الوقت و تقليل الجهد، اجعل هذه المهام تلقائية قدر الإمكان، و قم بتجميعها في حزم ، تصنف بناء على معيار الزمن أو الوحدات الدراسية..، بحيث يكفي الرجوع إلى بطاقة حزمة المهام عند بداية وحدة دراسية جديدة مثلا للتعرف على جميع المهام التي ينبغي إنجازها بهذه المناسبة.
8. تفويض المهام
من الأخطاء التي يرتكبها المدرسون، و تؤدي إلى الكثير من ضياع الوقت و الإرهاق و الاحتراق المهني، تولي جميع المهام بأنفسهم، لذلك لا تحاول أن تفعل كل شيء بنفسك، استعن بمساعد إن كان نظام المدرسة يسمح بذلك، قم بإشراك أولياء الأمور في إنجاز بعض المهام المتعلقة بأبنائهم، لا تفعل شيئًا لطلابك يمكنهم القيام به لأنفسهم، اعمل على تمكين أطفالك من تولي المهام التي تستهلك وقتك، جرب و سترى أن الأطفال يمكنهم أداء الكثير من المهام حين تكلفهم بها و تشجعهم على أدائها، و حين يشعرون بتحمل المسؤولية، فحتى الطلاب الأصغر سنًا يمكنهم المساعدة في تنظيم مواد الدروس و توزيع الكراسات، و إستردادها، و مراقبة أداء الواجبات المنزلية… و غيرها من المهام الأخرى التي ستخفف لا محالة العبء على المدرس إذا ما كلف بها المتعلمين.
كانت هذه إذن قائمة بثمان استراتيجيات تساعد المدرس على ربح الوقت، و زيادة الفعالية، ليس على سبيل الحصر طبعا، فالأكيد أن لدى الكثير منكم طرقه الخاصة لربح الوقت، و التي يمكن تقاسمها معنا عبر التعليقات أدناه.
ليست هناك تعليقات